Saturday, June 16, 2007

مش هنصيف!!!

انتهت الامتحانات أو قاربت على الانتهاء، وتطايرت علينا موجات متتالية من الحرّ القائظ الذي لا تنفع معه المراوح ولا المكيفات، وذهبنا جميعًا حالمين بعقولنا مفكرين في هجر القاهرة الكبرى ومصر جميعها إلى الساحل الشمال والإسكندرية عروس البحر الأبيض، ومرسى مطروح ومارينا وما أدراك ما مارينا.. والغلابة منا ذهبت أحلامهم إلى بلطيم وجمصة ورأس البر، والميسورين تخطت أحلامهم ذلك كله إلى بعض شواطئ أوروبا، ودخل عليّ أولادي ومكفهري الوجوه طالبين تحديد موعد السفر إلى مصيفنا التقليدي كل عام "رأس البر" الذي نعشقه أكثر من أي مصيف آخر لأسباب نفسية وتاريخية، مع كل العيوب التي يحملها من سوء الخدمة وقلة أماكن الترفيه فيه.. وتفاجأ أبنائي من ردي عليهم...
ياولاد: مش هنصيف السنة دي!!
همــا: ليه يا أبي هي ظروفنا المادية مش سامحة، خلاص نروح يوم واحد..
أنـــا: أبدًا الحمد لله الظروف معقولة، ولكن يا مصطفى يرضيك يعني نروح نصيف ونعوم في البحر والبسين ونتفسح بالليل على النيل، وعمو خيرت وكل إخوانه وأعمامك الـ33 محبوسين داخل زنزانة في مزرعة طرة، وكل واحد فيهم له ظروف مرضية خاصة جدًا بيه وبيتعالج منها.. دا يا حبايبي بياخدوا علاج أكتر ما بياكلوا، وبعضهم بياكل علشان العلاج!!!
همــا: يا خبر يا أبي هو إحنا فعلاً إزاي مش حاسين بالمعاناة دي!!
أنـــا: يا أولادي.. اللي أنا ذكرته الآن حاجة من مليون حاجة، فيه معاناة أشدّ على أبناء أعمامكم المحبوسين ظلم..همــا: إزاي يا أبي؟!!
أنـــا: أولاً.. دول كانوا بيذاكروا دروسهم في غياب آباءهم المحبوسين ظلم..
...........ثانيًا.. الأمهات كلهم مشغولين على الآباء وهمهم الأكبر في حاجتين ثلاثة:
1- إزاي يقدروا يريحوا أزواجهم في السجن ويخففوا عنهم محنتهم ويتفننوا في الزيارات لإسعادهم وإشعارهم بالمؤزارة والحنان.
2- بيتابعوا كل صغيرة وكبيرة من الناحية القانونية، وعلى فكرة دا كان ليهم تأثير كبير قوي في الإفراجات اللي حصلت قبل كدة.. دا معظمهم ممكن تشتغل في المحاماة بعد البراءة بإذن الله، لأنهم خدوا خبرة كبيرة قوي في المجال ده.
3- رعاية الأبناء بقدر الإمكان في البيت ومحاولة ملء الفراغ الكبير اللي الأب تركه، ومحاولة التخفيف النفسي عليهم والقرب أكثر منهم.
4- دا طبعًا غير حاجات كثير قوي بينما في منها الجميع مثل الأعداء وهجر الأحباء، وغيره الكثير.
5- ياولاد المعاناة اللي بيعانيه عمكم خيرت وأعمامكم جميعًا كل واحد باسمه، والمعاناة اللي بيعانيها أولادهم وزوجاتهم.. ممكن تكسر ضهر بلد بحالها.. ولكن علشان هما مؤمنين بالله تعالى ومتوكلين عليه وحاسين بمعية الله معاهم في كل لحظة.. علشان كل ده ربنا منحهم الصبر.. وبعد الصبر الفرج بإذن الله.. "فإن مع العسر يسرًا"... "ألا إن نصر الله قريب"...
همــا: في حالة بكاء جماعي
أنــا: يا أولادي وأحبائي.. عايز كلامي معاكم يتحول من شعار إلى مشروع، مشروع عمل لكل الإخوان صيف 2007 متحدين كل العوائق كل واحد فينا كان ممكن يكون مكان خيرت الشاطر أو أو الحسين أو مالك أو الحداد أو حد من إخواننا الـ33بطل اللي خلف الأسوار..وأنا عندي رأي كمان إضافي ياريت نوجه فلوس المصيف لدعم الحملة ضد الحاكم العسكرية وضد اعتقال الإخوان يا ريت نوجه فلوس المصيف لدعم الحملة ضد المحاكم العسكرية وضد اعتقال الإخوان وكل واحد يتصّرف في الفلوس دي بطريقته ومش هدفي إننا نجمع فلوس..

حسبنا الله ونعم الوكيل
الله أكبر ولله الحمد

3 comments:

Unknown said...

أخى الحبيب
مشكورة هذه العواطف الجياشة نحو إخوانك فى المعتقل وقرارك العاطفى بأنك لن تصيف هذا العام وشعورك بكل الآلام والمعاناة التى يعانى منها المعتقلون، ولكنى أذكرك من باب النصيحة لله أن هناك منذ سنوات عدة آلاف فى المعتقل وهم مسلمون أيضا ولهم أبناء أيضا ولهم زوجات أيضا بل إنى ما زلت أذكر موقف منذ حوالى 8 سنوات عندما اقتربت منا فى إحدى قاعات المحكمة وكنا نحضر جلسة من جلسات غرفة مشورة خاصة ببعض الاخوان اقتربت منا ومن الأخ المعتقل إحدى السيدات المنتقبات وسألت الأخ المعتقل إذا كان قد تقابل مع فلان وأعطته اسم زوجها وهو أحد أعضاء الجماعات الاسلامية وكان كل همها أن تعرف مكان اعتقاله لأنها منذ سنتين ونصف لا تعرف هى ولا أولاده أين مكان اعتقاله.
ألم يكن خمسة عشر ألف معتقل يستحقون أن تمتنع عن المصيف فى السنوات السابقة.
ولنترك هذا وذاك هل قرأت قصة الأب المصرى الذى قتل ابنته منذ أسبوعين لأنه عجز عن اطعامها وحسب قوله أنه لم يشأ أن يتركها تتعذب وتموت من الجوع فقتلها رحمة بها (فى اعتقاده) لن أتحدث معك عن غزة وأهل غزة أو القطاع وأهل القطاع أو أهلنا فى العراق والسودان
ولكن سأفترض أن الحكومة قد أفرجت عن عمو خيرت وعمو مالك والأبطال خلف الأسوار فهل ستذهب إلى المصيف وتستمتع بفلوس المصيف وهل فى هذه الحالة سيكون صرف الفلوس فى المصيف عادى،
أخى الحبيب: أتمنى أن يشعر الاخوان بآلام الشعب المصرى كله وعلى أى حال باعتقادى أن الاخوان جزأين : جزء منهم لايستطيع ولا يجد فلوس للتصييف وبالتالى فلا شأن لهم بهذه الدعوة، وجزء منهم مدمن تصييف فلن يتخلى عنه أبدا وسيرد عليك بأنها دعوة جميلة بأن نجمع فلوس ضد المحاكم العسكرية وسيتبرع لك تبرع سخى للدعوة إلى ذلك وشراء أطعمة للمعتقلين ولعب أطفال لأبنائهم، وقد سبق لى شخصيا أن دعوت إلى توقف بعضهم عن عمرة رمضان فى عز الانتفاضة وجمع التبرعات لها وكان الرد هو سنتبرع بما يعادل تكاليف العمرة ولكننا لانستطيع ترك عمرة رمضان سنويا لأنها راحة نفسية لنا.
من كل قلبى أرجو لك التوفيق فى دعواك

نور الشمس said...

أتساءل هل وصلنا بالفعل بأن نكون مسئولين عن الشعب المصري كله وعن الأمة المصرية بالكامل أو حتى الأمة المنصورية أعتقد لو كان هذا تم لكان لنا شأنًا آخر أنني أشعر أنه بالكاد يركز كل واحد منا على بيته وأهله ونطاق مسئوليته الصغير ـ لو كان ـ أننا نعيش أزمة عظيمة تتلخص في أن كل واحدًا منا يعيش في كهفه وهذه الأزمة قديمة وقديمة جدًا وأبسط نتائجها أنه انعدم لدينا الشعور بالآخر أيًا كان الآخر ولابد أن نعترف بأنه ليست لدينا القدرة على تحمل آلام الشعب وأن نعترف أن لدينا مشاكل داخلية عويصة استعصت على الحلول ولكن ذلك لابد ألا يثنينا عن التواصل ومحاولات الحلول قد تأخذ زمنًا طويلا وقد ندفع في سبيلها مغارم كثيرة، ويجوز أن يكون الدافع الأساسي لفكرة "مش هنصيف" أنني شخصيًا أعرف بعض المحكومين وشاهدت بأم عيني مدى الظلم الواقع عليهم وفداحته في ظل نظام ظالم مستبد غيّب أشخاص نعرفهم عن قرب في غياهب السجون دون أي مبرر أو عقل أو منطق ولو كان هناك أي مبرر لانتظرنا حكم القضاء صابرين، ضف إلى ذلك أن لديّ احساس شخصي إن البعيد عن العين بعيد عن القلب فالإخوان كثير من أنحاء القاهرة الكبرى فضلا عن أقاليم مصر المحروسة لا يشعرون بآلام الأسر التي سُلبت منها جميع أموالها ومع ذلك هم صابرون ويأملون في نصر الله تعالى..

Unknown said...

لا أدرى إن كان الاخوان مسئولون أو غير مسئولين عن الشعب المصرى فهذا أمر يحتاج إلى نقاش فربما يكون قد حدث تغيير فى منهج الاخوان، ولكنى أعلم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم" وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان و جاره إلى جنبه جائعا و هو يعلم" وأعرف الآية الكريمة فى القرآن { ويُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً إنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً ولا شُكُوراً"
وإذا كان خطأ الشعب المصرى أن كل واحد يعيش فى كهفه فهل الحل بأن يعيش الاخوان فى كهف كبير خاص بهم، وبأى حال من الأحوال فإنا وأى مصرى وطنى متعاطف ومقدر ظروف كل المعتقلين من الاخوان وغير الاخوان وأدعو الله من كل قلبى أن يفك أسرهم ويعيدهم إلى أسرهم ويبارك لهم فى أرزاقهم ، ويمتعهم جميعا بالصحة والعافية، وبأى حال من الأحوال فأنا مش هأصيف السنة دى وما صيفتش السنة اللى فاتت ولا اللى قبلها وبصراحة أنا ما بحبش المصيف